كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، عن إطلاق أول واجهة سياحية كبرى في المملكة وهي مشروع واجهة العقير السياحية في الأحساء، خلال الأيام المقبلة، وبعد إغلاق محفظة استثمارية تقدر نحو 2.5 بليون ريال، مؤكداً أن السياحة المحلية حققت نمواً مرتفعاً في الفترة الأخيرة رغم القصور الذي لا يزال يعتري البنية التحتية للسياحة.
وأشار إلى أن مشروع العقير هو واجهة سياحية ضخمة ستنافس على جذب السياح من الخليج وليس المملكة فقط، موضحاً أن المملكة لديها حزمة من المشاريع التي تنتظر قرارين مهمين جداً، هما قرار تأسيس شركة التنمية والاستثمار السياحي، وهي في آخر مراحلها، وتعد محوراً لإطلاق الاستثمار في المشاريع السياحية الكبرى وجذب القطاع الخاص، وتطوير البنية التحتية للسياحة، ودخول الدولة في استثمار حقيقي للواجهات السياحية، أما القرار الثاني فهو التوسع في تمويل المنشآت السياحية. وقال: «حتى وإن كانت الدولة قد دخلت في تمويل المشاريع السياحية الكبرى، فهناك حاجة لتمويل المرافق السياحية مثل الفنادق ومنشآت الإيواء والترفيه».
وأوضح «أنه على رغم ارتفاع إنفاق السعوديين في السياحة الخارجية، إلا أن الإنفاق على السياحة المحلية ارتفع أيضاً هذا العام بنسبة 12.5 في المئة، حيث تجاوزت الرحلات السياحية المحلية خلال شهر يونيو الماضي 2.1 مليون رحلة سياحية – وفقاً لمركز الأبحاث والإحصاءات السياحية (ماس) التابع للهيئة، مقابل مليوني رحلة تقريباً لنفس الفترة من العام الماضي 2012، بنسبة نمو 5 في المئة، وبإجمالي إنفاق تجاوز 3.4 بليون ريال، مقابل إنفاق 3 بلايين ريال للفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة نمو بلغت 12.5 في المئة، فيما قدر مركز (ماس) الرحلات السياحية المغادرة خارج المملكة لشهر يونيو بـ 2.3 مليون رحلة سياحية، مقابل 2.1 مليون رحلة سياحية لنفس الشهر العام الماضي، وتجاوز إنفاق الرحلات السياحية الخارجية لشهر يونيو هذا العام 7.5 بليون ريال مقابل 6.9 بليون ريال لعام 2012. وأضاف «هناك إقبال كبير جداً على السياحة المحلية، مع النمو الضخم الذي تشهده في الفترة الأخيرة، رغم ما تعانيه البنية التحتية الخاصة بالسياحة من قصور، والمملكة دولة سياحية ضخمة، والتركيز ليس فقط على السياحة، بل أيضاً على المشاريع الاقتصادية والتنموية الضخمة»، مستشهداً بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود قبل أيام لجملة من المشاريع الصناعية والتنموية العملاقة في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين بتكلفة إجمالية بلغت 327 بليون ريال.
ولفت إلى أن السياحة باتت الآن المصدر الأهم والأكبر لتوفير فرص العمل لمختلف شرائح المجتمع وفي كل المناطق، مشيراً إلى ما وفره قطاع السياحة في المملكة من فرص عمل تجاوزت 189 ألف فرصة عمل للمواطنين حتى عام 2012 بنسبة 27 في المئة من إجمالي العاملين في القطاع.
وأكد أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في السنوات الماضية في تنظيم صناعة السياحة في بلد بحجم المملكة، متفائلاً بأن يشهد العامان القادمان تطوراً كبيراً في السياحة المحلية، خاصة مع ما تقدمه الدولة من دعم للسياحة التي أصبحت قضية وطنية واقتصادية، وأيضاً اجتماعية بالنسبة للمواطنين الذين يرغبون في قضاء إجازاتهم في وطنهم والاستمتاع بما يزخر به من مواقع مميزة.