كشف الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن المدينة تعكف حاليًّا على إنهاء كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق عدد من الأقمار الاصطناعية التي قامت بتطويرها محليًّا لتشكل الجيل الثاني من الأقمار الاصطناعية السعودية للاستشعار عن بعد، وأهمها القمر الصناعي SAUDISAT4 الذي سيتم إطلاقه في سبتمبر المقبل 2013م، كما أنها في الوقت ذاته تواصل نقل وتوطين وتطوير أنظمة الأقمار الاصطناعية بالمملكة، حيث تعمل على تصميم وتصنيع واختبار قمر اتصالات في المدار الثابت.
وقال السويل إن المدينة مستمرة في مجال تقنيات المياه في مشروع مبادرة الملك عبدالله لتحلية المياه عبر ثلاث مراحل، بهدف تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية بتكلفة منخفضة للمساهمة في الأمن المائي ودعم الاقتصاد الوطني.
وتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع في الربع الأول من 1435هـ لتنتج المبادرة (ثلاثين ألف متر مكعب يوميًّا من مياه الشرب) تغطي احتياجات المحافظة، كما أسفرت كذلك عن إنشاء معمل خاص بإنتاج ألواح الطاقة الشمسية بالقرية الشمسية بالعيينة ليزود المبادرة بالألواح، ونال شهادة الايزو العالمية للجودة الشاملة.
وذكر أن المدينة الآن بصدد التعاون مع الجهات ذات العلاقة بصدد البدء بالمرحلة الثانية من المشروع والتي سيتم من خلالها بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وأغشية النانو المطورة، بطاقة إنتاجية تصل إلى (ثلاثمائة ألف متر مكعب يوميًّا من المياه)، وهو عشرة أضعاف إنتاج محطة المرحلة الأولى.
تطوير الطاقة الشمسية
وأشار السويل إلى أن المدينة تعمل على تطوير تقنيات الطاقة الشمسية ودعم مشروعاتها التي تلائم بيئة المملكة، ومن هذه المشروعات تصنيع أغشية خزفية سيراميكية مسامية ذاتية التعقيم يتم تغطيتها بالرمال البيضاء لبناء وحدة متنقلة تعمل آليًّا لتنقية المياه، وتصنيع النماذج الأولية لأغشية السيراميك الكورديراتي باستخدام جهاز البثق السيراميكي وإنشاء وحدة لمعالجة المياه الملوثة، بالإضافة إلى تصنيع عدد من النماذج الأولية لأغشية مجوفة طاردة للماء وذلك لاستخدامها في عمليات التقطير.
وتطرق إلى قيام «العلوم والتقنية» حاليًّا بإعادة استخدام المخلفات الصلبة الخارجة من المرسبات في محطات معالجة مياه الشرب كمادة جديدة في إزالة الملوثات الصناعية مثل المعادن الثقيلة وإمكانية استخدامها كبديل عن الفحم المنشط المستورد.
مراكز الابتكار والجامعات
وقال السويل: إنهم وجدوا تشجيعًا من قبل الجامعات، يظهر ذلك في جدية الباحثين في مراكز الابتكار الخمسة التي تم تأسيسها حديثًا من خلال برنامج مراكز الابتكار التقني الذي أطلق عام 2009م كأحد برامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، في 5 جامعات في تخصصات مختلفة، وسوف تضاف إليها جامعات سعودية أخرى. وأكد عدم صحة ما يتناقله البعض في أن بعض الأبحاث تظل داخل أسوار المدينة، ولا يتم بالإفصاح عنها للرأي العام، وقال إن المدينة دأبت على نشر نتائج الأبحاث التي تدعمها إلى مختلف الجهات الحكومية وعدد من الجهات في القطاع الخاص، وذلك من خلال تصميم عدة مسارات هدفها تحقيق الاستفادة المثلى من هذه المشروعات البحثية، منها تطوير وتحديث قواعد المعلومات العلمية والتقنية لتتولى مهمة تزويد المؤسسات العلمية ومراكز البحوث والجهات المستفيدة بما يتوفر من معلومات عن الأبحاث والباحثين بالمملكة.
وأوضح أن المدينة قامت بالعمل مع صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني (تقنية) للاستثمار في المشروعات التقنية وتأسيس شركات تقنية لتطوير منتجات وخدمات مبتكرة ذات مستوى عالمي، بهدف الاستفادة من مخرجات البحوث والبرامج التطبيقية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات والمراكز البحثية الأخرى، ونقل التقنية إلى المملكة، حيث تعمل هذه الشركة على سد الهوة الموجودة حاليًّا في منظومة الأبحاث والتطوير في المملكة.
وأكد قيام المدينة بنشر نتائج الأبحاث المدعمة لتتم الاستفادة من نتائجها واستثمارها على الوجه المطلوب، وان ذلك يشكّل جانبًا مهمًا يضمن عدم هدر هذه الثروة الوطنية، ويحقق الأهداف التي من أجلها تم دعم هذه البحوث، وقال إن من أبرز هذه الوسائل توزيع أقراص مدمجة تحتوي على نتائج البحوث وأثرها على الجهات المستفيدة، نشر النتائج النهائية على هيئة إصدارات علمية وتوزيعها على الجهات ذات العلاقة.