في الوقت الحاضر .. لا تتفاجأ عندما تلتقي بشخص لأول مرة بحياتك وتجده يعلم الكثير عنك ... كم تبلغ من العمر وحالتك الإجتماعية ، عدد أفراد أسرتك ، رقم جوالك ، المدينة التي تسكن بها ، عنوان منزلك ... تجده يملك الكثير من المعلومات عن شخصك دون أن يكون قد وجه لك أي سؤال ومن دون أن يكون قد سبق وقدمت له أي معلومة عنك لا تنصدم عندما تجد إلى أي مدى قد تكون هذه المعلومات شخصية ! وقد تتضمن تفاصيل حياتك اليومية أين ذهبت ؟ومع من كنت ؟ومتى تكون بالبيت .. ومتى لا تكون ؟ لاتنصدم ! هذه حقيقة و واقع كثيرين وقد تكون واحد منهم .. قد تتسائل عن حقيقة ذلك ؟ وكيف يحدث دون علمك ؟ وكيف يتم الحصول على هذه المعلومات دون أن تنتبه ؟!
عزيزي القارىء : قد يتم معرفة كل ذلك منك أو من خلال أبنائك أومن هم حولك ومن معك دون وعي وأدراك منكم من خلال حساباتكم في مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي و وجودكم في الإنترنت .. ففي زمن التقنية وإنتشار برامج السوشل ميديا بسرعة تجاوزت التوقعات خاصة في مجتمعاتنا في الخليج وتعدد مستخدميها من كل الفئات بسرعة لم تمنحنا الفرصة لتوعية وتثقيف المجتمعات وأفرادها بالشكل المطلوب والكافي بحساسية ومخاطر أستخدام هذه التقنية والبرامج و ما يمكن أن يترتب عليها من سوء الإستخدام اللاوعي واللا مسئول إلى أن أصبح الأمر خطير ويصعب السيطرة عليه والجهود للتوعية والتثقيف تقصر عن تدارك مانشاهده واقعا من ممارسات بعض الأفراد لهذه البرامج ومواقع التواصل الإجتماعي دون معرفة محظورات مايستخدموه وحدود صلاحياته وأبعاده معرضين أنفسهم لخطر أختراق خصوصياتهم وإساءة إستخدام معلوماتهم الشخصية والخاصة وإلحاق الضرر بهم .
فقد شد إنتباهي قبل أيام أحد مقاطع الفيديو المنشورة في أحد برامج التواصل الإجتماعي تستعرض خطورة هذا الأمر فيبين بفكرة رائعة كيف أن حياتك الشخصية موجودة على الإنترنت وانه ربما قد تستخدم ضدك ! .
نحن بحاجة إلى وقفة مراجعة وإعادة تقنين كثير من طرق إستخدامنا لهذه التقنية ووسائل وبرامج التواصل الإجتماعي وغيرها وآلية التفاعل معها لنا ولأبنائنا بعد ما خطفت مجتمعنا وأفراده بسرعة فائقه. خصوصيات البيت والأسرة والفرد تعتمد على وعي الشخص ومن حوله في التفاعل والأستخدام الآمن للتقنية ووسائل التواصل الإجتماعي .. فأي قصور في تثقيفك لذاتك ولأبنائك ولكل أفراد أسرتك من حولك في هذا الشأن هو تهديد لخصوصيتك ومعلوماتك ومايخصك فالبداية تكون من البيت وأفراد الأسره وعلى المجتمع بكافة فئاته ومكوناته التعاون في التوعية والحد من الممارسات اللا مسئولة التي تنتهك خصوصيات الأخرين بقصد أو دون قصد .. الجهات النظامية في وطننا وضعت الأنظمة للحد من كل مايندرج تحت مسمى " الجرائم المعلوماتيه والإلكترونية " والعقوبات المنصوصة لكل من يتجاوز ويخالف الأنظمة بهذا الشأن .
ولابد أن يؤخذ بعين الأعتبار أن لكل برنامج أو تقنية يوضح العمر المناسب لمستخدميها وهذا جانب مغيب تمام فنجد فالخارج حزم بهذا الشان ولكن في مجتمعاتنا لا نلقي له بالاً والأبواب مفتوحه لمن يناسبهم أو لا يناسبهم أستخدام هذه الوسائل والتقنيات والبرامج فهذه التقنيات والبرامج لم تنشأ فقط للعب والمرح كما يعتقد كثير منا .
نحن الأن في ثورة تقنية ومعلوماتيه والعوالم الإفتراضية وهناك نمو فائق السرعة لأعداد مستخدمي التقنية وبرامج ووسائل التواصل الإجتماعي فأذكر قبل مايقارب الست سنوات كان يتحدث أحد الزملاء عن برنامج الواتس أب وكان يستخدمه آنا ذاك بجواله N90 من شركة نوكيا وهو وقتها أحدث أجهزة الجوال ولم نوليه أهتماما وكان أمر مستغرب هالمسمى وفكرته .. الأن بعد سنوات وبهذا العصر أنترنت الأشياء قادمة و الذكاء الإصطناعي ومن حولنا أبنائنا وأسرنا يستمتعون بمستجدات وخيارات وإمكانيات تقنية حديثه بظرف سنوات قليلة أمام تغييرات كبيرة ومتسارعة فماذا سيكون عليه الحال بالمستقبل القريب ؟
ومع ان التطور المشهود للتقنية قد سهل وخدم سرعة وسهولة تناقل المعلومات في لحظات ولكنه ايضا واكبها تحديا هو أمن هذه المعلومات والحفاظ عليها لكي لاتقع في يد من يسيء استغلالها والأهم الإلمام بأبجديات الإستخدام الآمن لكل مايستجد في وقتنا الحالية فالوعي المجتمعي مطلب والعلوم تتسع مع هذه التطورات فظهر عندنا مايسمى بعلم " الهندسة الإجتماعية " والحديث عنه واسع ولكن وعي الأفراد والمجتمعات به وبوسائل التصيد الإلكترونية لسرقة المعلومات والإختراق الإلكتروني قد تسهم كما ذكر لي أحد الزملاء المختصين بمجال "الهاكرز" أنه قد تحد بنسبة مايقارب 70 % من عمليات الإختراق وسرقة المعلومات .. فنحن في زمن الثورة التكنولوجية والحكومات الإلكترونية أصبح الحفاظ على أمن وسرية المعلومات تحدياً للحكومات والمؤسسات والشعوب والافراد في وجود مايسمى "سوق المعلومات" فالكل يتنافس على جمع المعلومات بأختلاف أهميتها كلٌ وأهدافه وتوجهاته فالموضوع في غاية الأهمية ويتسع من محور الفرد والأسرة والمجتمع إلى الوطن ايضاً لانعلم ماذا يمكن أن نقدم لمن يتربص بنا وبوطننا من أعداء قد نقدم لهم صورة أو مقطع فيديو أو معلومة قد تختصر عليهم الكثير ونخدمهم من دون قصد .