إذا كنت تخطط للذهاب إلى البرازيل لحضور مباريات كأس العالم فعليك أن تضع في اعتبارك بعض الصعوبات التي يمكن أن تواجهها هناك في ظل ندرة تواجد العرب والمسلمين، خصوصًا في المدن الهامشية البعيدة عن ريو دي جانيرو وبرازيليا وساو باولو.
وتُشير معلومات بحثية إلى أن المسلمين في البرازيل لا يتجاوز عددهم المليونين أغلبهم من اللبنانيين المهاجرين، والمفارقة أن هذا العدد كان أقل بكثير قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، بحسب ما تقول صحيفة “الخبر” الجزائرية؛ إذ تزايد هذا العديد بفضل النشاط المكثف لبعض الجمعيات الدعوية الإسلامية، وأشهرها الجمعية الخيرية في ساو باولو المعروفة بـ”أم الجمعيات” كونها أقدم الجمعيات الإسلامية في البرازيل، وأول جمعية خيرية إسلامية تأسست في جنوب القارة الأمريكية هي والمعهد الإسلامي بساو باولو الذي سيزود المنتخب الجزائري باللحم الحلال، ويقومان بعمل جبار من أجل استمالة البرازيليين نحو الإسلام من خلال بعض الدورات التي يقومان بها، والتي تشرح فيها عدة أمور عن هذا الدين الذي يُعتبر غريبًا في بلاد السامبا.
كما ساهم مسلسل تم تصويره في المغرب في زيادة الإقبال، والقصة يرويها أحد المغاربة المقيمين في البرازيل، حيث يقول إن المسلسل التلفزيوني Le Clone الذي أذاعته إحدى القنوات المحلية بعد ثلاثة أسابيع من هجمات 2001 على مركز التجارة العالمي في أمريكا، والمسلسل الذي تدور أحداثه في المغرب يقوم بتصوير العالم العربي والإسلامي وقد لاقى نجاحًا كبيرًا، حتى أن عبارة “إن شاء الله” باتت تستخدم بطريقة شائعة في شوارع ريو دي جانيرو وساو باولو، وأبدت الكثيرات من البرازيليات استعدادهن للتحول إلى الدين الإسلامي إذا كان ذلك ضروريًّا للزواج من شخص يشبه “سعيد” البطل المسلم في المسلسل، وهو شخصية رومانسية يعامل زوجته باحترام وتقدير، مما ساهم في تغيير نظرة الكثير من الناس للإسلام.
المثير للفرح والتفاؤل أن المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل دشن حملة “اعرف الإسلام” للتعريف بالدين الإسلامي خلال فعاليات كأس العالم< حيث استقبل 21 مركزًا إسلاميًّا حوالي 2.8 مليون كتاب للتعريف بالدين الإسلامي بعشر لغات مختلفة، كما ستوضع عشرات الشاحنات الضخمة التي ستحمل الكتب والمواد الدعوية، في أكبر تظاهرة دعوية تشهدها البرازيل. ورصدت الصحيفة الجزائرية بعض المتاعب التي سيواجهها لاعبو المنتخب الوطني الجزائري خلال فترة إقامتهم في مدينة سوروكابا، وأهمها عدم وجود مسجد للصلاة فيه داخل المدينة، الأمر الذي سيضع اللاعبين أمام اختيار وحيد هو أداء الصلاة داخل مقر إقامتهم بمركز "آر سي سبور"، حيث سيقوم نائب رئيس الاتحاد الجزائري جهيد زفزاف وكذا العضو المكلف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي بتجهيز إحدى القاعات لتأدية الصلاة التي يُصر أغلب لاعبي المنتخب على أدائها. وكان اللاعبون قد أدوا آخر صلاة جمعة بمقر السفارة السعودية بجنيف خلال فترة تواجدهم بسويسرا للعب مباراتين وديتين ضد منتخبي أرمينيا ورومانيا. كذلك فإن الحصول على وجبة غذائية من اللحم الحلال تكاد تكون ضربًا من الخيال؛ حيث يوجد مطعم مصري واحد في المدينة يسمى أبو مسلم يقدم اللحم الحلال، لكنه مزدحم بالطلبات طوال اليوم، كونه يخدم ليس فقط السياح العرب والمسلمين، وإنما قاطني المدينة وسكان المقاطعات القريبة من سوروكابا. وهو ما يضع المشجعين "الجائعين" أمام الاختيار الآخر وهو مطاعم الوجبات السريعة المنتشرة في وسط المدينة وعلى أطرافها، والتي تقدم ساندويتشات وأطباق السمك. أما الراغبون في إحداث تنوع في الوجبات الغذائية فيمكنهم تناول "البيتزا" التي تنتشر محلاتها داخل المراكز التجارية وحتى في وسط المدينة، حيث توجد "البيتزا" النباتية، وتلك التي تحتوي على الطماطم والتونة وبعض الأسماك، وهي تباع بأسعار معقولة مقارنة مع بقية الوجبات.