حملت جدران أحد المساجد لافتة تقول إن “مَن فاتته صلاة العشاء مع الإمام فعليه أن ينتظر حتى تُقام صلاة التراويح” حتى يدخل مع الإمام بنية العشاء، بحيث يكمل صلاته ولا يقيم جماعة أخرى في المسجد لعدم جواز ذلك.
وجاء تعليق هذه اللافتة في ظل ازدياد هذه الظاهرة في المساجد، حيث يصلي أناس متأخرون عن صلاة العشاء في جماعة منفصلة عن جماعة المسجد في وقت أداء صلاة التراويح.
واتصلت “سبق” بالباحث في الفقه المقارن الدكتور سعد بن عبد الله السبر، وسألته عن الحكم الشرعي، فقال: “الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛ فإن مسألة اختلاف نيّة المأموم عن نيّة الإمام لا يجيزها بعض أهل العلم حيث يرون أنه لا يجوز أن يصلي مفترض خلف متنفل أو العكس، مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم بها فإذا صلى قائماً …… الحديث)”.
وأضاف “السبر”: “وجه الدلالة هو وجوب متابعة الإمام وعدم الاختلاف عليه حتى في النيّة فلا يصلي مفترض خلف متنفل”.
وأردف: “أمّا القول الثاني لأهل العلم فهو بجواز أن يصلي المفترض خلف المتنفل والعكس ويستدل عليه بحديث معاذ حيث كان يصلي مع النبي العشاء ثم يذهب ويصلي بقومه فتكون لهم فريضة وله نفلاً”.
وتابع: “لقد دل هذا الحديث على صحة صلاة المُفترض خلف المتنفل، وهو الراجح، والله أعلم فيجوز صلاة العشاء خلف مَن يصلي التراويح”.