[JUSTIFY]عشق الباحث “ناصر الشدوي” التاريخ والتراث منذ الصغر، فقرأ تاريخ الأمكنة وجمال تكويناتها والتقط صورًا جميلة لها، وله كتب مخطوطة عن آثار منطقته الباحة لم تطبع، بالإضافة إلى الكثير من الأبحاث المنشورة.
و بعد عودته من جدة، حيث كان يعمل معلمًا بإحدى مدارسها منتصف خريف 1415هـ إلى ديرته جبل شدا الأسفل بمنطقة الباحة قرر استغلال الكهوف الجرانيتية الضخمة التي ولد وعاش فيها مرحلة صباه وعمل على تحويلها إلى نزل سياحية جميلة.
واستغرق سنوات من العمل المتواصل لأنه نحت الصخور العظيمة التي كانت على طبيعتها، وأخذ من أسقفها ووسع مساحاتها الضيقة لتصبح قاعات كبيرة ومتسعة داخل الصخر.
ولاستغلال المساحات الواسعة والعميقة داخل الكهف جعل جلسات الكهف معلقة على بحيرة من المياه العذبة داخل الكهف، تحمل تلك الجلسات عقود دائرية من الحجارة، وزين سقف الكهف بإضاءة فسفورية مريحة، ثم صمم شلال ينساب من إحدى التشققات الطبيعية في الصخر داخل الكهف ليصب مجددًا في البحيرات أسفل الجلسات المعلقة على بحيرة الماء.
وقد زود الموقع بتلفزيون بلازما وجهاز راوتر لتمكين السائحين والزائرين من إشراك أقاربهم وأصحابهم متعة تجربة الإقامة داخل كهوف العصور الحجرية القديمة.
كما حرص على بناء جدران الغرف والمساكن خارج الكهف من الحجارة الجرانيتية دون غيرها مع إضافة لمسات فنية جميلة في المكان كتصميم مغاسل وصنابير من الحجر الجرانيتي نفسه،
وقال: “من النتائج التي تحققت للتجربة كثرة زوار الكهف وفيض المشاعر الإيجابية والانبهار الكبير الذي أراه دائمًا على وجوه الزوار والسائحين الذين يأتون في قروبات سياحية من خارج المملكة ومن داخلها لقضاء أجمل الأيام والليالي، وهذا أوضح دليل لقصة النجاح”.
وأضاف: “أتذكر حجم المعاناة الممتدة لسنوات من العمل الجاد والمتصل دليل آخر للنجاح لأن طريق النجاح لا يمكن أن يكون مفروشًا بالورد، ومما يزيد الإنسان فرحًا بنجاحه هو شعوره بأنه استطاع أن يصنع تاريخًا ترويه الأجيال بعد الأجيال”.[/JUSTIFY]