ينام الليوان ويسهر القوم جراها ولا يتفقوا, الليوان يحاور ويفتح ملفات ويناقش قضايا ساخنة لم تكتمل الصورة فيها بعد , حضر الشيخ عائض القرني وتحدث بشجاعة قدم كل الحكايه فلم تعد هناك أسرار سمع منه المجتمع فبادله ذات الشعور وإن اختلفوا معه قبولاً أو رفضاً غير أنه وضع الأمور في نصابها الصحيح , الفقعسي كان الضيف الثاني في الأهميه بيّن معاناته مع فكر ومعتقد دفع الثمن بسببه غالياً تحدث بشفافيه وكان المحاور حاذقاً فنجح بتبيان مالم يكتب حينه فمن مكث ست سنوات في عزلة فكر وتدبر وتأمل واسترجع الذكريات وتحدث بلغة راقية صاغها المناخ التعليمي الذي وجده والتوجيه الحسن لعواطفه تجاه قضايا المسلمين وشؤونهم وكيفية التعامل مع الفتن , الهويريني لم يقل شأناً عن البقية وأتى ليرمي حجراً في بحر التاريخ الزاخر وأمواجه المتلاطمه فشرق وغرب في حركة الفتوح الإسلامية وليس هنا مقام التفنيد أو الرد لكنه التاريخ يا ساده نعم إنه سفر البشرية ومرجعها فلا علم بلا تاريخ ولانهاية قبل معرفة طريق البداية فمن خلاله نقلت لنا تجربة البشرية عبر مراحل التدوين من المشافهة مروراً بالنقوش حتى الكتابة والتحليل والاستنباط , فالتاريخ علم يحوي كل العلوم وزاد من أهميته ما ورد في القرآن الكريم من قصص واحداث اقوام فالتاريخ علم يرسم استراتيجية الدول وعلاقاتها الخارجية ويحدد بوصلة الأحداث والصراع ويفسر كيف كانت الأمم وماذا كانت قبل أن تكون , فقد قيل من أرخ لمؤمن فقد أحياه ومن قرأ تاريخ بلد كان كمن زاره فمعرفة عادات الشعوب وثقافاتها وتاريخها السياسي والاقتصادي علم قائم ولاتتم الحياة بين الأمم بشكلها السليم من غير معرفة هذا الجانب , ومن جانب آخر يستحيل معرفة حقيقة الجماعات الحركية من غير استنطاق الرموز الفاعلة فيها والسبب في ذلك نهجها الباطني الخفي وعملها دائماً غير مكشوف ولهذا سيجد الباحث والقارئ في هذه اللقاءات تاريخ وحقائق تبقى مرجعاً فترة من الزمن لا يمكن تجاوزها فهم تحدثوا وكشفوا ونفوا وأثبتوا ليبقى دور الباحث في المقارنة والجمع بين كل ما كتب وماذكر , فهل من رعاية لهذا العلم ومنحه ما يستحق من مكانة كي يكون السجل والمرجع في معرفة التاريخ البشري والمزود الأمين للمجتمع وصانع القرار وللبرامج التثقيفية فالمعلومة أمانة والبحث طريقها الآمن عن الضياع من أجل معرفة ماذا حدث بأدق تفاصيله مع الحرص على عدم توجيه الأحداث ولي أعناق نصوصها لغايات وتوجهات معينة فصراع الحضارات ونهاية التاريخ وسقوط الدول عناوين رنانة شغلت المجتمع فترة طويلة لم يكن للمؤرخ دور وأثر في نقاشها وتصويب الخطأ في بعض ما طرح فرسمت البوصلة على غير الصواب وكانت الطريق لا تهدي للرشد فمتى تعطى القوس باريها وتوضع الأمور في نصابها الصحيح فالمؤرخ الرصين قادر على تفسير الحدث وقراءته واستخلاص النتائج والعبر منها خاصة ونحن في زمن من عشق التاريخ واهتم به طولاً وعرضاً ومثل مرجعاً مهماً لتاريخ الجزيرة العربية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .
سليمان العطني