من المعلوم بأن هناك حروب بين الدول وهناك تحالفات كبيرة،على قدر الحرب التي تكون حينها،والأدهى والأمر بإن هذه الحروب قد تصادف نيران صديقة،وطلقات وصواريخ وأسقاطات من حلفاء وأصدقاء وأحبة هم من أقرب الناس لك،وأشدهم محبة لتعزيز قوتك وقدراتك..!
هل أستوعبت ياصديقي:
بأننا في حرب ونحتاج تحالفات كبيرة وكبيرة جداً لنستطيع أن نتغلب على هذا الفايروس،ولانحتاج نيران صديقة قد تأتينا منك ومن البعض الذين لم يستوعبو حجم هذه الحرب،وماقد تؤدي إليه الأمور بعد ذلك..
أنفاسك ورذاذك وعطساتك وأصاباتك هي النيران الصديقة التي قد تهديها أقرب الناس لك أمك وأبوك وأخوتك وزوجك وكل من تقابله،نيرانك الصديقة أشد فتكاً وغدراً في أجسادهم الطاهرة،وهذا نتيجة حتمية مع حرب كورونا..
هذا مافعله فايروس كورونا في المجتمعات،وفي معظم الدول،هو يفتك وينتشر وينتشي بين الأصدقاء والأحبة والأسر،والجهات المعنية والحكومية ووزارات الصحة تصد الهجمات بكل قواها،وهي في تحالف تام مع الشعوب الواعية والشعوب العقلانية التي عليها مسؤلية في التحالف و صد الهجمات،بالوعي والوقاية والألتزام بالقوانين والأنظمة في هذه الحرب..
من يفوز في هذه الحرب… الواعي أم الجاهل.. ؟
الحقيقة أن الجميع تحت نيران كورونا،فالواعي قد يصاب نتيجة مخالطته الجاهل،والجاهل قد يموت نتيجة جهله وأستهتاره،ولكن ماأجمعو عليه المنظمات الصحية بإن الواعي قد يكون في منأى وسلامة بعدما يتخذ الحيطة والتدابير بوعيه،والجاهل قد يفتُك بالوطن بأكمله بجهله..
الحرب التي يقودها فايروس كورونا كوفيد 19 ضد البشر لم تفرق بين أحد بل تساوت جميع الرؤوس،الطبيب والممرض والمعلم والباحث والبروفسور ،الغني والفقير الكبير والصغير الشاب والشابة،حتى رؤساء الدول وحكامها لم يكونو في منأى عن تلك الهجمات الشرسة،لا تكن متفرج في هذه الحرب،وأمام هذا الفايروس الذي لايعرف أنك تحب الحياة وتود أن تعيش وسط أسرتك،وسط وطنك،وأنت بخير وصحة وسلامة..
أنتشار وتفشي كوفيد 19 ووصوله لقمم ذروة الأنتشار وحِدة الأصابات،هذا نذير بأن الجميع تحت مظلة هذا الفايروس ،ولن يسلم منه إلا من أمن نفسه وتوقى وعزز قدراته الوقائية والنفسية في منزله وبين أحبته،ومن أستهتر وتهاون فالمصير المحتوم بأنتظاره..
أنتشى فايروس كورونا وألتقط أنفاسه لينهش بكامل قواه كافة المجتمعات العالمية،ومامن رادع يردعه،ومامن واعض يعضه،ومامن عاقل يتعقل بما يراه ويسمعه ويشاهده،عبر المؤتمرات الصحفية اليومية والتي تذيعها كافة القنوات الأخبارية الرسمية،عبر المتحدثين الرسميين لوزارة الصحة والداخلية..
"العاقل من يتعض بغيره"
الصين،إيطاليا،أمريكا،إيران،فرنسا،البرازيل،بريطانيا،ألم تكن هذه الدول خيرُ عظة وعِبرة لنا.. ؟
نعلم جميعاً بأن كورونا هذا الفايروس الذي لايرى بالعين المجردة وهو أصغر من حبة الرز،قد أغتال الكثير من أحبتنا،وتلطخت جنباته بأرواح الكثير من الشباب وكِبار السن والأطفال،ولأنه لايميز بين عدو وحبيب،وجب علينا التكاتف،وجب علينا الوعي التام،وجب علينا الوقاية الفردية والشخصية والتي تجنبنا الكثير قادم الأيام..
وفي تاريخ 5 شوال من يوم الخميس و
بعدما قامت وزارة الداخلية السعودية،بتخفيف القيود من قانون حظر التجول في كافة مدن المملكة العربية السعودية عدا مكة المكرمة،مالذي حدث حينها.. ؟
حدث الكثير والكثير من التهاون والأستهتار،الدولة بكافة أجهزتها الصحية والأمنية والأقتصادية سخرت كل ماتملك للحفاظ عليك وعلى صحتك وصحة أحبابك،وماشاهدناه ومارصدناه ورصدته الجهات المعنية،من أستهتار في التجمعات ،والأبتعاد عن النظام الصحي والتباعد الأجتماعي في المطاعم والكوفيهات،والمواقع الترفيهية،سوف يعيدنا حتماً لنقطة الصفر..
"الجميع شعر بقيمة الحرية"
والجميع منا شعر ب قيمة الصحة،وقيمة الوقاية وقيمة المال والأقتصاد والسفر والترفيه،والجميع منا ضاقت به الأرض ومارحبت،حينما بقي جالساً في منزله مايقارب الشهرين،ألتزاماً وطوعاً وتماشياً مع الأنظمة والقوانين التي فيها قيود للحفاظ على صحتك ،أذن ..!
هل الحرية التي نتوق لها،هي فك القيود ،والتقارب بهذه الصورة التي تنم عن جهل وعن قلة وعي،وقد تسبب فتكاً جديداً وأنتشاراً صارخاً للفايروس كوفيد 19 بعدما وصلت الأرقام والأحصائيات التي تسجلها وزارة الصحة ،لنسب السيطرة على الفايروس وأنتشاره،هل نحن في حرب مع أنفسنا،أم مع الدولة ضد الفايروس،أم مع الفايروس ضد أنفسنا وأحبتنا.. ؟
ألم نشاهد أطباء وممرضين وطواقم طبية،ماتو ضحية فايروس كوررنا،وهم أشد الناس وعياْ وألتزاماً بالأنظمة والألبسة الوقائية ،وهم مدججين بكل ماقد يوقيهم من هذا الفايروس(كمام،ولباس خاص لكل الجسم،وقفازات،ونظارات خاصة،وأحذية خاصة،وووووو) ومع شدة حذرهم رحمو الله جميعاً ماتو ضحايا وشهداء في حرب كورونا..
في بادئ الأزمة كانت الأرقام التي سجلتها وزارة الصحة بنسبة 78% وحتى 80% جميعها أصابات بين المقيمين ،ولها أسباب معروفة لدى الجهات وهي قلة الوعي وعدم الوقاية،والتكدس السكاني في مواقع السكن،وكانت نسبة الإصابات بين المواطنين لاتتجاوز 20% وهذا رقم جداً قوي للوعي،وبإن المواطن ملتزم وواعي ومستوعب حجم هذه الحرب..
وماحدث بعد فك القيود بأسبوع فقط فقط..!
أرتفعت نسبة الإصابات بين المواطنين،وأصبحت أُسر بكافة أفرادها والتي تتجاوز 8 أو 15 فرداً مصابين جميعهم، وتجاوزت أرقام تعتبر خطرة،وتدق ناقوس الخطر من جديد بإن أجهزة التنفس الأصطناعي في المستشفيات قد لاتكفي لو أرتفعت نسبة الإصابات الحرجة لأعلى من ذلك،ولهذا قامت وزارة الداخلية بإعادة فرض القيود وحظر التجول على بعض المدن،خوفاً من عودة التفشي وبأرقام عالية الخطر..
أعزائي وأحبتي ألتزم أنت ك فرد ،وأنت في أسرتك،في خروجك من المنزل وفي خلال تنقلاتك بما وضعته أشتراطات الوقاية والسلامة الفردية والجماعية،في المطاعم والشارع والزيارات،والمساجد،لكي لاتقع فريسة في أيدي هذا الفايروس الذي قد ينتقل لك بلا عِلم،ومنك إلى أسرتك،ومن أسرتك لمحيطك الأجتماعي الصغير ومن ثم الكبير،وهكذا،وبها قد نصل لأرقام أصابات وأرقام حالات حرجة،قد لاتستطيع وزارة الصحة أستيعابها في كافة مستشفياتها..
"كن على قدر المسؤلية"
إذا ذهبت لمطعم،أو كوفي شوب،أو محلات تجزئة،وشاهدت أستهتار من قبل ملاك المحلات،أو العاملين فيها،لاتنتظر أحد ليشعرك بدورك الأمني ك مواطن،قُم فوراْ بالأتصال بمركز العمليات الموحد وأبلغ الجهات المسؤلة عن كل مارصدته ،للحفاظ على نفسك وللحفاظ على مجتمعك وأبناء وطنك،جميعاً مسؤلين،لنعيش ب صحة وسلامة،آمنين لافاقدين ولا مفقودين،يتوجب علينا الوقاية والحس المسؤل..
"نعود وبحذر"
نعود للحياة من جديد و بحذر،نعم بحذر شديد لأن هذا الفايروس ليس لديه مقاييس في أختياراته للأصابة،فأنه يصيب من يشاء،ومن يراه في طريقه،وطالما البقاء في المنزل هو الأمان لك ولأسرتك،فأبتعد بقدر الأمكان هذه الفترة وأشتر صحتك وصحة أسرتك،فلا شيء يعوض ماقد يفوت لابمال ولا بأي ثروة كانت..وأنت الثروة الحقيقية لكل وطن وبلاد..
العودة بحذر تعني أننا نعود بوقاية ووعي أكبر من السابق،أننا نعود محملين برسالة التباعد الأجتماعي والحيطة والحذر والوعي التام ،لأننا أصبحنا على معرفة وقدرة أستيعاب ماشاهدناه وماتعلمناه خلال الشهرين المنصرمين،وأننا أستوعبنا حجم الخطر،وحجم الضرر،وحجم فقدان الأرواح،لايعني أننا نعود ل نزهة بحرية ونزهة برية وأختلاط تام قد يؤدي لمهلكة عظيمة لكل من تخالطه،ويضعف أقتصاديات وطننا ويؤخر التطور والتنمية والسياحة والترفيه والعودة للحياة الآمنة والمستقرة كما السابق قبل جائحة كورونا كوفيد 19..