عند وجود أي تغيير ببدايته يشعر الشخص بالنفور منه خوفاً كان أو استغراباً منه وقد يرفضه تلقائياً, و لنعلم أن التغيرات في حياتنا عديدة سواء في الشخصية الإنسانية وأساليب التعامل أو تجربة عدة أمور لتحقيق هدفٍ ما يطمح له الفرد, وتكون سلبية أو إيجابية تحدث بإرادتنا أو حتى رغماً عنا فالتغيير والتجربة في المجال العملي والشخصي قد يُـظهر طاقات كامنة لدى الفرد, و على الإنسان أن يفهم طبيعة الشيء قبل رفضه والابتعاد عنه, و يوسع مداركه ليتكيف مع كل تغيير ليصبح تغييرا إيجابياً عليه في جميع الأصعدة ويسعى دائماً للتطور, و من الجميل أن يشعر الأفراد بضرورة التغيير والتجديد للأفضل وللتقدم دائماً نحو الأمام.
فبتجربتك لأشياء جديدة أوتغيير نمط معين في حياتك ينمي خبراتك ويثري تجاربك ويحدث تغييراً في روتينك اليومي فلا تشعر بالملل!, وأن تكون إيجابياً في تفاعلك ومشاركاً في تقدم مجتمعك, فيجب عليك أيضاً أن تعمل على تطوير شخصيتك وخبراتك لتغيرها للأفضل, فلا تكن شخصاً رجعياً وكُـن تقدمي في أمورك معتمداً على نفسك وذاتك.
فالتغيير والتجربة أمر و مطلب يحتاجه كل شخص, فـهناك من الناس من يتخوف منه ويعتقد بأنه يجب أن يُبقي على الأمور التقليدية الروتينية والتي اعتاد عليها خوفا من فشل أو انتقاد, أو حتى باعتقاده أن ما اعتادوا عليه هو الصواب وغيره يحتمل الخطأ بنسبة كبيرة, وقد يشكل خطراً عليه, وبسبب محدودية تطلعه للمستقبل وسوء تفكيره, لن تكون لديه تلك الدوافع التي تحفزه على المُضي وخوض التجارب فيظن بأنه لايحتاج لإضافة أو تغيير بنفسه ولا في سماته الشخصية أو أمور حياته العملية, فيركز على السلبيات أكثر من الإيجابيات!
ومن الأمور التي تقف عائقاً في وجه التغيير والتجربة أيضاً, الرفض دون التفكير بـالمميزات وماسيقدمه له من تطور وتحسن في أي مجال يخوضه الفرد ويعمل به, فهي تجربة, و لربما قد تنجح وتتفوق في مجالٍ ما بسبب تغيير فكرة أو اعتقاد, وإن لم تنجح فستضيف له الخبرة والمعرفة في اختياراته المستقبلية, فكما قال ستيف جوبز: "تقع العديد من الأخطاء أثناء محاولة إحداث التجديد,من الأفضل الاعتراف بالخطأ والبحث عن مجالات أخرى للنشاط" وقال: " أنا فخور بما فشلنا في إنجازه تماما مثلما أنا فخور بما تمكنا من إنجازه" فالفكرة العدائية تجاه التغيير يجب أن ننهيها بالتجربة الإيجابية, وإن لم يضف لك فهو لن يأخذ منك!
ومما لا شك فيه, أنه يجب الانتباه دائـماً لماهية التغييرات السلبية التي تؤدي للكسل والأفكار اللامنطقية والسطحية, فكم من تغيير أزال قيم وعادات وأفكار أصيلة وإيجابية وذهب بها أدراج الرياح, لذا.. غيّر من نفسك لكن ليس على حساب تلك القيم والأفكار بل غير بما يجعلك تحافظ عليها واعمل على غرس تلك القيم الجميلة في أبناءك و نشرها لمن هم حولك. فبادر نحو التغيير المقصود والواعي ولا تنتظر شيئاً ما يحدث لتؤمن بالتغيير والتجربة وضرورتهما.