خرجت من أحد الدورات التدريبية وقد أبلغتنا المدربة أننا فيما تبقى من يومنا نركز على اللون الأصفر أينما كنا في الشارع في منازلنا، بلا تحديد في كل مكان !!، وفعليا كان اللون الأصفر يتضاعف في كل ما تقع عيني عليه، وكنت أتسأل أين اللون الأصفر قبل هذا الوقت!! وكنت أبتسم أكثر في كل مرة اكتشف شيئا جديد يحمل لونا أصفر بكل درجاته، كان أول سؤال لمدربتنا في اليوم الثاني كيف حالكم مع اللون الأصفر! وكل قد أرتفع صوته من الضحك، وكيف كانت مغامرته مع الفساتين ذات اللون الأصفر، والورد الصفراء، وخطوط الأرصفة ذات اللون الأصفر، والحلويات والسكاكر وكل شيء قد غدا لونه أصفر وكنا سابقاً لا نراه، وتسألنا جميعا عن سر الاكتشافات الجديدة التي لم نلاحظها سابقا، عبرت بجملة واحدة " الطاقة حيث التركيز " وسكتنا جميعاً برهة لنعلل أن سبب ظهور الأشياء من عدمها بحياتنا بكثير حيث تركيزنا عليها.
حينما نركز في حياتنا على الحب والتشافي والسلام والطيبة واللطف والتسامح ستراها بكثرة، وحتى وان تعثرت مرة، ستلاحقك الأشياء الجميلة لتنتشلك من براثن ما وقعت فيه إلى الحياة الحلوة بإذن الله تعالى ، وحينما تركز على الألم في حياتك والمرض والغدر والسوء والخوف والحزن وانعدام الجمال سترى حياتك ظلمة لا تنتهي بل تتجدد بإرادتك ومحض اختيارك، وستعيش حياة المؤامرة ، وستنغلق حياتك ، ولو ضحكت لك الحياة ، وستمرر ذلك بأن خلفها ظلام حالك وأنها مبطنة بأحداث سوداوية لا مناص للفرار منها ، وستكون حياتك جملة أحداث درامية وستكون أنت ضحية تركيزك !!.
حياتك وواقعك حيث تركيزك!، ركز وانفتح وأسمح واستعد وأستقبل خير الله وفتوحاته، وأطلب منه أن يمن عليك بالفرح والفرج وستذهل من عطايا الكريم، أن ربي قريب مجيب.
في أحد الجلسات مع جملة من السيدات، حدثتنا سيدة عن الامتنان لله تعالى في سيرورة أيامها الجميلة بفضل عطايا الله لها، وكانت تعلل ذلك بأنها تشعر باستمرار بقرب الله لها، وأنها حتى لو تأخرت بعض أمنياتها تشعر كثيرا وبعمق بأن الله سيصلح كل شيء من أجلها ولو بعد حين، في الحقيقة أعجبني حديثها، وأعجبني تسلسل شكر الله لكل حدث صغيرا أو كبيرا في حياتها، وأن كل شيء ممكن بفضل الله ولكن قليل من الصبر ومزيد من الدعاء وصدق اللجأ له سبحانه.
حينما تطلب العافية تحدث كثيراً عن فرص الشفاء والعافية ولاحظ الأمور الصغيرة كيف تنمو وتتطور حتى تصل لمرادك " فالأفراح الصغيرة وقود للأفراح الكبيرة " كما يقول الدكتور خالد المنيف، لا تحتفظ بصور المرض ولقطات تعاطي العلاج، وشيء من أخبارهم، إذا كنت جادا، تحدث عن الحب وكيف للحب سحراً بالتعافي ، وأقصد بالحب هنا عن طريقة رؤيتك للحياة من منظور الجمال والسلام والسكينة والطمأنينة والبهجة ، سترى أن بالوناً صغيرا قد تضاعف حجمه وأصبح منطادا محلقا في السماء ، تعلم التصالح مع الذكريات المؤلمة من خلال المدربين المتخصصين بالتشافي والتحرر من الصدمات ، أبذل كل يوم مسافة عشرة سم نحو الأمان ، وهو في كثير من الأحيان مجاني في اليوتيوب !!فقط خطوة ستقودك لبر الأمان .
حينما ترغب بالفرح لا تربطه بأحد مهما كان قربه، أفرح من أجلك ولك أولا، أنشئ أسباب بسيطة من الفرح لو تقتني مشروبك المفضل، أو تقرأ اقتباس أو تأكل قطعة من السكاكر المفضلة لديك، أصنع الفرح، لا تنتظره، ببساطة أم أنه يأتي ركيك أو لا يأتي!
حينما تركز على شيء يتضاعف وينمو مضطردا بجنون، وأنت من يختار بؤرة تركيزه.
(لينا) أحد زميلاتي بالمكتب تقول محتفظة لمدة أكثر من ثلاثة أشهر صورة عقد ألماس تنوي امتلاكه، تقول صرت أراه كثيرا لدرجة أني ابتسم وأشعر وكأني فعليا امتلكته، وصورته الذهنية لم تفارق مخيلتي أبدأ، حتى بلغتني أحد أخواتي أن أحد المعارض قد عملت خصوما خيالية لعقود الألماس، وفعليا امتلكت العقد بسعر خيالي وجزء من مبلغه قد حصلت عليه هدية!!
كل شيء ممكن بإذن الله تعالى، فقد ركز وأسمح للخير أن يكتسح حياتك وأنت تحسن الظن به، متفائلا بأقدارك وأن تلبدت سماء بعض أيامك بغيوم، ولنتذكر سوياً أن الحياة حلوة متى أخترت وركزت وسرت نحوها بقلب جمييل وروح سامية وكل الخير أرجوه لكم
- المملكة تتسلّم علم الاتحاد الدولي لرياضة الإطفاء والإنقاذ لاستضافة البطولة المقبلة (الرياض 2025)
- 12 اتحادًا رياضيًا يعلنون فتح باب الترشح لانتخاب مجالس إدارتهم للدورة 2024 – 2028
- كأس أمم أفريقيا 2025.. تنزانيا تتجاوز إثيوبيا وغينيا تتغلب على جمهورية الكونغو
- يوفنتوس يحسم ديربي تورينو بثنائية في الدوري الإيطالي
- ختام بطولة الدوري الممتاز والدرجة الأولى لكرة الطاولة للأشخاص ذوي الإعاقة في جازان
- الهلال يستعيد صدارة الدوري السعودي للمحترفين بثلاثية الاتفاق
- إنتر ميلان يفوز بهدف على أرسنال في دوري أبطال أوروبا
- تتويج كودي رودز بلقب “كراون جول 2024 ” للرجال وليف مورغان بلقب السيدات
- افتتاح البطولة العربية للبولينج بمشاركة المملكة
- انطلاق منافسات بطولة نهائيات رابطة محترفات التنس “الرياض – 2024”
المقالات > أنت.. حيث تركيزك!
الدكتورة وفاء السيف
أنت.. حيث تركيزك!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.news.net.sa/articles/449180809/