تحل اليوم الذكرى 295 على تأسيس المملكة والتي يحتفل فيها الشعب بقيام الدولة السعودية على يد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود، والذي بدأ مرحلة النهضة في الدولة الحديثة قبل ما يربو من 3 قرون، تغيرت فيها أمور كثيرة، وتحولت الدولة من أرض صحراوية كبيرة، إلى مدن حديثة متنوعة الإمكانيات ومصادر الدخل.
وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تطورات لم تشهدها المملكة على مدى ما يقرب من 3 قرون، بالرغم من التطوير الكبير الذي شهدته المملكة في عهد ملوكها السابقين، فقد قاد الملك سلمان مراحل النهضة الحديثة خلال السنوات الأخيرة، في طفرة أشاد بها العالم كله، في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والحقوقية، ولاسيما حقوق المرأة التي شهدت طفرات غير مسبوقة.
احتفال المملكة بيوم التأسيس، جاء بعد أمر كريم من خادم الحرمين الملك سلمان، بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام ليكون الموعد الرسمي للاحتفال بذكرى تأسيس الدولة السعودية، ليتذكر الجميع ذلك اليوم التاريخي الذي أعاد لم شمل الدولة من جديد، وانطلق بها نحو مصاف الدول النامية والقادمة للعالم الحديث بقوة، ليعقب التأسيس مراحل مختلفة من التنمية والإزدهار، حتى وصلت المملكة لما هي عليه الآن من حداثة ونهضة على مختلف المستويات.
الأمر الملكي بتحديد الثاني والعشرين من فبراير أعاد به الملك سلمان بن عبدالعزيز إبراز العمق الحضاري والتاريخي للمملكة، لكي تعرف كل الأجيال الحالية طبيعة الجذور التاريخية لبلدهم، ولربطهم بالشخصية التي وضعت اللبنة الأولى لقيام الدولة العريقة، على يد الإمام محمد بن سعود، ولعل ذلك الاحتفال يسهم في تعزيز قيم الولاء والانتماء والوفاء الشعبي نحو مؤسس الدولة.
وما يزيد من هذا الإحساس هو ما أصدرته المملكة من هوية بصرية مميزة ليوم التأسيس حملت شعار "يوم بدينا" والذي يظهر في منتصفه أيقونة رجل يحمل راية في إشارة إلى "بطولة رجالات المجتمع السعودي والتفافه حول الراية التي حماها".. رمز يؤكد على اللحمة الشعبية واستمرار عطاء القيادة.
القرار السامي اتبعه حالة احتفاء شعبية في البلاد ظهرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، في برهان على مدى انتماء الشعب وترابطه بقيادات المملكة بداية من القائد المؤسس وحتى القائد الحالي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود هو الآخر حلقة أخرى من التنمية والنهضة في الدولة الحديثة.
3 قرون عمل خلالها الشعب السعودي خلف قيادته الحكيمة على إرساء أركان دولة رفع العالم كله القبعات احتراما وإجلالا بما قدمته للبشرية، ولا سيما رعايتها الكريمة لضيوف بيت الله الحرام والتطورات الكبرى التي شهدتها طريقة أداء الحج والعمرة، وما يسر على الحجاج والمعتمرين كثيرا، وخفف من مشاق الرحلة الدينية التي يتلهف المسلمون على أدائها.
واقتصاديا، لم تكتف المملكة بما لديها من مخزون ضخم من النفط والذي جعلها واحدة من الدول الثرية، بل سعت لتنويع مصادر الدخل، فاقتحمت مجالات الصناعة والزراعة والتجارة وأخيرا السياحة، والتي استطاعت أن تحقق عوائد مادية لم تجنيها المملكة طيلة عقود مضت، بعيدا عن عوائد الذهب الأسود الذي حباها الله به ليكون عونا في بناء الدولة الحديثة ورعاية ضيوف الرحمن على مدار العام وتقديم كل الخدمات التي تيسر عليهم رحلتهم.
يوم التأسيس يأتي وقد شهدت المملكة نهضة حقوقية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ولعل أبرزها ما حصلت عليه المرأة السعودية من حقوق كانت تنتظرها لعقود طويلة، ومنها قيادة السيارة والسفر لبعض المناطق بدون محرم، وغيرها من الحقوق التي نالت استحسان الجميع داخل المملكة وخارجها.
وتتواصل التنمية والنهضة في المملكة، والتي نأمل أن تزيد في ظل قيادة حكيمة تحترم شعبها وتقدر تاريخها وتجعل يوم تأسيسها عيداً