من أقوال الإمام المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله : " إني والله أحب السلم وأسعى إليه ، فإذا لم يبق في القوس منزع ، وحان وقت الدفاع عن الدين والوطن فعلت " .. ومن أقواله طيب الله ثراه : " أنا عربي وأحب عز قومي والتألف بينهم وتوحيد كلمتهم وأبذل في ذلك مجهوداتي ولا أتاخر عن القيام بكل مافيه المصلحة للعرب ".
أثرت أن أبدا مقالي بكلمات لـمؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه - لتبين على أي نهج ومبادئ أنطلقت بلادي منذوا تأسيسها وإمتداد هذا النهج القويم من الأب إلى الأبناء والذي تسير عليه حكومتنا الرشيدة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - . وكمقدمة للحديث عن أزمة قطر الشقيقة والتي يؤسفنا أن تصل الأمور مع دولة خليجية شقيقه لهذا المستوى بعد أن أستغلت حكومة قطر صبر وحلم وتغاضي المملكة العربية السعودية طويلاً حفاظاً على الوحدة الخليجية و روابط الأخوة التي تجمع دول الخليج حكومات وشعوب .
السعودية تعلم مايحاك من حولها وضدها ولا يخفى عليها أعدائها وما يدبر من مؤامرات لإلحاق الضرر بها وتعرف كيف تتقي أعدائها وتحمي نفسها بعون الله وتوفيقه ونصره .. فكان لزاماً عليها بعد صبر طويل أن تقف وقفت حزم مع ممارسات الخيانة والغدر والنفاق التي تستهدف أمنها القومي من قبل حكومة قطر ومن حولها من مهندسي الفتن ومدبريها من المرتزقة أصحاب المصالح المنتفعين عملاء أعدائنا وأعداء دول الخليج العربي بمن فيها دولة قطر نفسها . فجاء موقف المملكة العربية السعودية ومن معها من الدول الشقيقة والصديقة صادماً بحزمه وقوته ليبعثر أوراق حكومة قطر ومن معها فهم لم يعهدوا إلا حلم السعودية ولكن في الخيانة والغدر لاتهاون ولاتعاطف ولا رحمة .
وهنا أنكشف مافي النفوس وتعرى المرتزقه وبانت الأحقاد والضغائن وماتضمر من شر وسوء للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وبدأت بكل سذاجة جماعات الفتن والتحريض والمرتزقة بكل الوسائل وما أوتوا من سبيل لإستهداف السعودية وموقفها واللعب بكل دنائة وكذب وإستخفاف بالعقول والتنظير بالباطل والتحريض زوراً وبهتاناً للتشكيك بموقف السعودية وتأويله عن الحقيقة التي يعيها كل عاقل واعي وتوظيف الشعارات القومية والإسلامية في كل شاردة و واردة في هذا الهدف مستخفين ومستغبين ومستغلين من يتعاطف مع مثل هذه الشعارات.. فهل سأل كثيرون ماذا تريد السعودية من قطر ؟ وماذا تشكل قطر مقارنة بالمملكة العربية السعودية ؟ ولماذا هذا الوقت بالذات تم تصعيد الأمور بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي أحتضنتها ونجحت السعودية بها بكل المقاييس ؟
مايريد تسويقه مهندسي هذه الفتنة وأعداء السعودية ضد موقف الحق والحزم أن السعودية تريد فرض سيادتها على قطر أو التدخل بقراراتها وهذا بالتأكيد لايصدقه إلا جاهل غير مدرك فسياسة السعودية واضحة ولا تتدخل في شئؤن أحد أو تفرض وصايتها على أحد وتحترم سيادة الدول .. وغيرها من الحجج التي تأؤل على أصعدة عدة فكل مرتزق من قطر ومنتفع من الفتن وحاقد على السعودية يفسر الموقف حسب ما يخدم أهدافه ومصالحه فعلى سبيل المثال المتطرفين من جماعات الإخوان وحماس الإرهابية ومن جر قطر إلى وحل تمويل الإرهاب ومساندته وظفوا قضية فلسطين لتعظيم قطر وموقفها كذبا وبهتانا ولا خير فيه لفلسطين أوقضيتها وإنما كلها مصالح لجماعات وأحزاب تتغنى بالإسلام والإسلام من ممارساتهم بريء .
السياسة لا يفهمها إلا أهلها والشعوب تغلب عليهم العاطفة وهناك من يسعى إلى إستغلال العاطفة وتظليل الرأي العام وإخفاء الحقائق والضحك على الذقون لإلحاق الأذى بالسعودية ودول الخليج وضربها بالصميم ولكن دائما ماتقف السعودية لهم بالمرصاد وتفضح مخططاتهم وتنسف طموحاتهم ولنا في التاريخ دروس وعبر ومن حولنا من دول الجوار أمثلة .
المملكة العربية السعودية مواقفها لا حصر لها في نصرة أشقائها في الدول العربية والإسلامية والتاريخ يشهد بذلك ولا ينكر ويجحد إلا حاقد عدوا لئيم .. وسبَاقه في تقديم العون لكل من يستجير بها ولا تتردد في أي أمر يجلب الخير والمصلحة للأمة العربية والإسلامية بل هي من تبادر وتتولى زمام الأمر في هذا الشأن فليست بجاهله بمصالحها ومواقفها فقراراتها ليست وليدة لحظه فقيادتنا حكيمة وبعون الله وتوفيقه تعلم ماتفعل .. فمن المخجل أن ترى من يحاول التشكيك بموقفها أو أنها وقعت ضحية مؤامرة ضدها ! وهؤلاء وما يروجون له ليسوا إلا أبواق تهذي بكل لئم وبذائه لإرضاء من أستأجروهم متغابين عمايعلموه من حق .
نحترم إعلام قطر الوطني من الشعب القطري الشقيق ونحترم دورهم الوطني تجاه دولتهم ولكن لا تظللوا الرأي العام عن الحقيقة ولا تزوروا الحقائق ورسالتنا إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل .. ومن المؤسف أن نرى ممن أحتظنتهم قطر وتفضلت عليهم يسابقونكم للحديث بأسمكم وأسم الشعب القطري الشقيق والإساءة للسعودية حكومة وشعبا بل يناظرون وينافقون بشعارات وحدة الصف والأخوة الخليجية من دون وجه حق والجميع أصبح يعرف حقيقتهم وأنهم لا يتمنون في أنفسهم إلا الفتنة بين دول الخليج حفاظا على مصالحهم ومنافعهم ومن يريد أن يعرف الحقيقة الحق واضح بيَن ولا غبار عليه فكفى عناداً ومكابرة على الحق وأهله .
السياسة كما قال غازي القصيبي- رحمه الله – : " من يعرف بها لا يتكلم ومن يتكلم لا يعرف "فيخفى على كثير ممن خارج محيطها أبعاد كثير من المواقف وخلفياتها وتبعاتها ونحن ولله الحمد نحظى بقيادة حكيمة رشيدة نثق بها وبمواقفها ولا حياد ولا تعاطف ولا رحمه ولا تفاهم مع من نمد له يد الأخوة والعون ويقابلها بالجحود والغدر والخيانة .