عزيزي القارئ : لو ذهبت للحظه في رحلة بحث وقراءة سريع عبر أحد محركات البحث في شبكة الإنترنت مثلاً عبر "قوقل" عن المنظمات والجماعات المتطرفة والإرهابية لوجدت أشياءا مشتركة بين هذه الفرق الظالة والمظللة و ستجد أمرا من صميم أهدافهم يشتركون به جميعا بل عليه تُبنى مخططاتهم ألا وهو تشويه مفهوم المواطنة ومحاربة الولاء لـ الأوطان ومحاربة قيم الوطنية وكل صور ومشاعر الوطنية في المجتمعات المدنية ويبذلون كل السبل والمساعي في هذا السبيل عتادهم الكذب والتحريف والتضليل والتدليس والإستغلال وزرع الفتن والكراهية وشحن الأنفس بالتطرف والعصبية المقيته ولا يدخرون جهد ولا فرصة في تحقيق ذلك لأن ولاء المجتمعات لحكوماتها و لحمة وتكاتف الحكومات والشعوب يقف سدا وحجر عثرة في تحقيق أهداف ومصالح هذه الفرق والمنظمات المتطرفة والإرهابية .
فتجد أولى خطوات هذه الفرق لتجنيد العقول والأبدان لتحقيق مأربها وأطماعها هو أختيار ضحاياهم بعد رصد لأحوالهم وأوضاعهم ليدخلوا من مداخل الشيطان مداخل الضعف واليأس والجهل والحاجة ليستغلوا ويسمموا ضحاياهم بأفكارهم المسمومة وبناء مشاعر العداء والكراهية والتشدد والعصبية ضد كل ما يقف أمام مصالحهم ومخطاطتهم بمقدمتها حكومات الأوطان و ولاء الفرد تجاه وطنه ويطمسوا كل القيم الأخلاقية والمبادئ الحميدة والضمائر النبيله في نفوس ضحاياهم ليكملوا عملهم في صنع آلة بشرية جاهزة للقتل والتدمير والتفجير وتنفيذ مطالبهم تحت ذرائع دينية أو حزبيه أو قومية أو قبلية ليهلك نفسه في سبيل الظلال والباطل وإستباحة الحرمات وترويع الأمنين وقتل الأنفس التي حرم الله دون وجه حق .
وبذلك تجد هذه الفرق ومنتسبيها بأختلاف مصالحهم وأطماعهم أشد كرها وبغضا ومحاربة لكل ما ينشر القيم الأخلاقية الحسنة وأحترام الأخر والتعايش ومبدأ الحوار بين فئات المجتمع المدني ويعزز مفهوم المواطنة وقيم الوطنية ويقوي الهوية الوطنية بل يهاجمون كل من يدعي إلى ذلك ويحاربوه ويصفوه بأشنع الأوصاف ويزيدوا كذبا وتدليس عليه ويشككوا بنواياه المهم لا تتغنى بحب وطنك ولا تمدح ولاتثني على وطنك ولا تبوح بعشق موطن الأباء والأجداد ولا تنطق بكلمة الحق فقط النقد مسموح في نهجهم وتصيد الأخطاء وتهويلها هو ديدنهم والتشكيك بجهود الدولة وقرارتها وقدراتها والتحريض عليها في كل واردة وشاردة هو وسيلتهم ويوم شئم وحزن عندما يشاهدوا نجاحات الوطن وتقدمه وانتصاراته في شتى المجالات والميادين ويحرصوا حتى في ذلك ان يحاولوا تشويه هذه الانتصارات او اقلها التقليل من شانها وصرف الحديث عنها وباستمرار يعدوا ويسوقوا لـ الإشاعات المغرضة .
خسرت صديق طفولة ودراسة بسببة آفة الإرهاب والتطرف والتشدد في لحظة من لحظات حياته مر بضعف وظروف في ظل جهل وهوية مزعزة بذاته وعاطفة دينية متشددة في نفسه جعلته ضحية لأحد أخواله ممن تبنوا الفكر الداعشي الإرهابي ليقتلوا أحد أبناء عمومتهم بكل دنائة ووحشيه كأحد بوادر إثبات الولاء لهذا التنظيم الإرهابي وهو بالحقيقة فخ و وسيلة دنيئة تتبعها هذه التنظيمات والفرق الظالة ليضمنوا هذه الضحية ويكسروا ترددهم ويقتلوا مابقي من الضمير الانساني الحي في داخلهم واي ذرة ولاء للوطن ليضعوهم على طريق الهلاك ومن ثم كانت نهايتهم على يد رجال أمننا البواسل وحماة الوطن وهذه هي دائما ختام كل قصة إرهابي من دعاة الشر والفتن وأتباع الشيطان فكل معتد آثم وكل ظال خاسر والحق بين والباطل زاهق .
وحسب المركز العالمي للتطرف " اعتدال " أن هناك 12 عشر علامة بارزة في سلوك ما أسماهم " أعداء الحياة " منها أن من يعتنقون الفكر المتطرف وهو بداية الوقوع في وحل الإرهاب يتخلون بصورة مفاجئة عن الأصدقاء التي دامت صداقتهم معهم لسنوات ويديرون ظهورهم لحياتهم السابقة قبل إعتناق الفكر المتطرف ويرفضون الطوائف المختلفة التي تتبع نفس ديانتهم و تجد تعليقاتهم دائما مناهضة للمجتمع ويرفضون التفاعل الإيجابي ويرفضون السلطة ويهرعون إلى الإنسحاب والعزلة ويطرحون آراء تظهر كراهية وتعصب متنامي تجاه من لا يتوافق مع معتقداتهم والرفض التام لمناقشة الأفكار التي تتعارض مع أفكارهم و يكرهون الأخرين على سلوك معين.
عزيزي القارئ : ليس هين أن يفقد الوطن أحد من أبنائه فالجهود التي تبذل عظيمه في رفع مستوى الوعي لدى الجميع وتحصين المجتمع ضد هذه الفرق ولا يخفى على عاقل ظلالهم ومكرهم وفساد نهجهم وهم يعرفون أن لا سبيل على المملكة العربية السعودية وشعبها إلا بتفكيك المجتمع ونشر التطرف بين أطيافه وإضعاف الولاء للوطن وزرع مشاعر الكره والعداء بين أفراده وهذا مايتوهمون في تحقيقه فدائما وعلى مر العصور لطالما بقينا صفا واحد منيعا ويدا متماسكة حكومة وشعبا ضد المتربصين والحاقدين من اعداء الوطن .
فحب الوطن وعمق الإنتماء والولاء له يهزمهم ويبدد أطماعهم ويزيد الغل والحقد والحسد في نفوسهم ويقضي رسوخه في الأنفس على مشاعر التطرف فيا وطني إن تصبك حسنة تسؤهم .. فسارعي إلى المجد والعليا يابلادي والله يرعاكي .
ختاماً .. لا بد أن تكون الجهود تكاملية بين القطاعات والجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات المدنية وخاصة المؤسسات الإعلامية ومنسوبيها بكافة وسائلها عليها النصيب والمسئولية الأكبر في تعزيز ومساندة ماتبذله حكومتنا في محاربة والتصدي لهذه الآفة ولكل من يمول ويآوي ويتعاطف مع عباد الموت والدمار فالمساهمة واجبة على الجميع في الحرب على الإرهاب وينابيعه .
ولنعي أنه من أوجب الواجبات الولاء للوطن فلا تغتر بمن يدعي المطالبة بالحقوق وتغليب فئة على فئة ويتظاهروا بالدعوة للصلاح وغيرها من الذرائع ظاهريا ولكنهم حقيقة وفي باطنهم منافقون ممن يسعون إلى تفكيك المجتمعات ونشر الفوضى وتهديد الأمن والإستقرار لايهمهم إلا تحقيق مصالحهم وتنفيذ مايملا عليهم ممن لا يريد خيرا بهذا الوطن أو مواطنيه .
و كل عام والوطن برخاء وأمن وعزه وشموخ .