العداء التركي للسعودية لم يعد مستترا أو تدار خيوط المؤامرات فيه بالخفاء فكل يدرك الاستراتيجية التركية والأطماع العثمانية في ثوبها الجديد وتطلع قيادتها إلى لعب دور قيادي بارز في المنطقة على حساب لاعبين مؤثرين بحجم المملكة فمصر التي سعى الرئيس التركي إلى القعود بها واجهاض ثورتها عبر دعمه لجماعة الاخوان المسلمين الإرهابية ومازال أردوغان يتحين الفرص لذلك أدرك الشعب فيها أن هناك مخططات ترمي لزعزعة الاستقرار فيها ففوت الفرصة على المتربصين..
مرة أخرى يلتقط ديكاتور أنقره قفاز الأزمة لكن هذه المرة مع الرياض عبر ممارسة سياسة الاصطياد في الماء العكر من خلال استثماره قضية مقتل الصحفي جمال خاشجقي بالرغم من تعهدات قيادة المملكة بالتحقيق في القضية وتقديم الجناة إلى العدالة لكن أردوغان منذ وقوع الجريمة وحتى الآن يصر على استثمارها سياسياً واعلامياً ويمارس لعبةً لا تخلو من القذارة فتارة يلمح بتصريحات جزافية محاولاً القفز بالقضية إلى المنصات الدولية ولي ذراع المملكة وتارة أخرى يتسول المنابر ويستل فيها سهامه المسمومة لنيل من قيادتها ممثلة في شخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يرى أنه حجر عثرة أمام طموحاته العثمانية الاستعمارية التوسعية ـ، مقتل الصحفي جمال خاشقجي قضية سعودية بامتياز والجناة في قبضة القضاء السعودي وسينالون العقوبة.
بيد أن التصريحات الأخيرة للرئيس التركي تكشف عن حقد متجذر ليس تجاه ولي العهد إنما تجاه المملكة وشعبها الذي يلتف حول رموزه السياسية التي تمثل الوطن..فالمحاولات اليائسة للنيل من شخصية ولي العهد هي في خانة استهداف الوطن فيجب أن لا نسكت على تجاوزه للخطوط الحمراء بحق رموزنا السياسية والوطنية وأن لا نرهن مواقفنا الشعبية بالتحركات الدبلوماسية والعلاقات الأزلية والمفردات الرومانسية الحالمة فلابد أن نتخذ موقفا شعبيا يخرس الألسن المتطاولة ونتصدى بكل حزم عبر مقاطعته اقتصادياً ووقف استيراد المنتجات التركية ومقاطعة السياحة هناك.
فالآن سقطت الأقنعة وبرز وجهه الكالح الذي أرهقته قترة الحقد والحسد لكن هذه التصريحات قطعا لن تمر هكذا.. ولابد أن نتبع معه سياسة تقليم الأظافر فالتبادل التجاري بين الرياض وأنقره يبلغ نحو ستة مليارات دولار، واردات تركيا فيها تصل إلى نحو بـ3.5 مليار دولار، فمقاطعة البضائع التركية والسياحة حتما ستؤثر على الاقتصاد التركي الذي لم تنهض ليرته من كبوتها.
يريد أردوغان أن يتلاعب بقضية مقتل الصحفي السعودي في المنابر الاعلامية و المحافل الدولية وتأجيج وتأليب الرأي العالمي على قيادة المملكة لكن الجذوة التي يحاول أن يشعلها بنيران الحقد والحسد ستلتهمه في يوم ما وسيأتية الرد قريباً